19 November 2007



اسكندرية ........ محطة ترام
قليلون هم من يصعدون أو يهبطون من الترام على هذه المحطة… لذا لا نجد أكثر من ستة إلى سبعة أفراد منتشرين بالمحطة بانتظار الترام صباحاً.
كان يشتري البسكويت "على سبيل الإفطار" من ذاك البائع على رصيف المحطة و دار بينهما حوار قصير صاحبه دخول الترام إلى المحطة:

بكام ده؟… بربع جنيه باين؟
ربع جـِنـِي ايه يا بيه؟!... و ده عاد يعمل ايه؟!.. نـُص جـِنـِي ياخويا صباحك حليب…

بدأ الترام في الحركة إذ لا يطيل التوقف في هذه المحطة الغير نشطة… فلم يطل الجدل مع البائع و ناوله ما طلب قبل أن يبرر موقفه بارتفاع سعر صرف الدولار أو اليورو… ثم قفز إلى العربة الأخيرة من الترام.
و كذلك فعلت هي أيضاً… إذ وصلت متأخرة إلى المحطة مع تحرك الترام فلم تلحق بعربة السيدات و بالكاد نجحت في التشبث بالماسورة المعدنية عند باب العربة الأخيرة الخلفي و صعدت إليها قبل إغلاق الأبواب.
كلاهما يقطن بالجوار… لا يعرفها ولا تعرفه أيضاً.. فقط اعتاد كل منهما على رؤية الآخر على رصيف المحطة صباحاً حتى بات الأمر عادياً غير ملفت للنظر.
الكمساري يمر بين المقاعد عبر العربة ، ينقر المواسير المعدنية بالعربة بما في يده من عملات لينتبه من لم يقطع تذكرة بعد…
الكمساري يصر أنه لا يستطيع (فك ورقة بعشرين ع الصبح كده!!) … بينما هي تقسم بأغلظ الأيمان بأنها لا تملك ورقة نقدية من فئة أقل…
هنا يقترب "هو" و يتدخل … استأذنها و ناول الكمساري الـ (ربع جنيه المخروم) الذي أبى البائع على الرصيف أن يأخذه… فانتهى الجدال..

فيها ايه يعني؟!.. ما بتحصل ياما و الكمساري بيبقى ذوق و بيفك الفلوس من أقرب محطة و للا من زميله في عربية تانيه في الترام… أوففففف
حصل خير ..حصل خير
بس حضرتك … مش هينفع …
يا فندم مفيش حاجة.. أنا مسامح فيه و الله.. بعد إذنك
و ابتسم في تهذيب .. و ابتعد ليقف جوار النافذة


غاب عن عمله ليومين لإنشغاله بإجراءات السفر للعمل بالخارج , ثم عاد إليه من جديد لإنهاء إخلاء الطرف و شهادة الخبرة.
و على رصيف المحطة التقاها…" أشهرت" في وجهه (ربع جنيه مخروم) و…
متشكرة جداً يا فندم … أنا بس بقالي يومين مسافرة فماقدرتش أردهولك تاني يوم على طول…
اتسعت ابتسامته و عجز عن التعبير ثم التقط قطعة العملة من بين أصابعها.


في الصباح التالي ... و رغم أنه لم يكن ذاهباً للعمل … نزل إلى محطة الترام في موعده اليومي…
و كانت هناك… اتجه إيها داعياً الله أن يشرح صدره و أن يحلل عقدة من لسانه…
جلس على مقعد مجاور لها… التقت عيناهما.. لكن بلا تعبير أو انفعال أو تحية
إلا أنه بداخل كل منهما ابتسامة عريضة و خجل شديد…

آآآ… هو…احم… الربع جنيه مش لسه برضه حد أدنى للمهر؟؟؟
نعم؟!؟!؟!
أنا فاضللي في مصر أسبوع… و عاوز أتقدملك…………..

في هذا اليوم انتظرها على المحطة حتى عادت من عملها… و تبعها حتى عرف بيتها
و في ليلة قراءة الفاتحة أهداها سلسلة فضية لها دلاية ليست إلا (ربع جنيه مخروم)….
و أهدته هي إياها من جديد حين امتلكا أول سيارة ليعلقها في المرآة فيتذكرها دائما و ليتذكرا قصتهما معاً كلما سألهما أحد عن قصة تلك العملة المعدنية……
ربع جـِنـِي ايه يا بيه؟!... و ده عاد يعمل ايه؟!..

moro

Labels:

 
posted by zemos at 7:12 PM
8 Comments:


At Tuesday, November 20, 2007 at 12:38:00 PM GMT+2, Blogger jeen

يااااااااااااااه يا مورو

غيبة طويلة قوى بس رجوع اقوى

انا قلتلك قبل كدة انى وانا بقراها سمعت صوت العملات المعدنية بتاعة الكمسرى

ولتانى مرة سمعتها وحسيت بقلبى فرحان

الإحساس بالحب احساس بالدفا جميييل

 

At Wednesday, November 21, 2007 at 10:00:00 PM GMT+2, Blogger zordeak

ربع جِنِى ايه ده يا بيه .., يعمل ايه ؟



يجوز اتنين بيحبو بعض

ومكسوفين


الله يا عموور

عجبتنى جدااا

فاجأنى بالجملة صراحة

كنت مستنى هيقول ايه

والجملة فاجأتنى فعلا

حلوة يا عمرو

:)

 

At Thursday, November 22, 2007 at 2:02:00 AM GMT+2, Blogger zemos

jeen
يا نهار يا نهار... معقول ... دي شهادة اعلقها على باب الاستوديو

zordeak
مفيش أحلى منك
هي أكيد طلعت منه عبيطه أوي... بس اكيد هاتفضل فاكراهالو....

 

At Thursday, November 22, 2007 at 5:54:00 PM GMT+2, Blogger OldCatLady

بالظبط كانى شايفاها فيلم قدامى...حسيت بلسعة البرد الخفيفة بتاعة الصبح و هوا اسكندرية و جوها...مودها حلو أوى..تقدر تاخدك من الوقت كده...و ده المطلووووب :)..

 

At Friday, November 23, 2007 at 4:12:00 PM GMT+2, Blogger zemos

saydalaneya
شايفاها فيلم؟....... هو ده بأه المطلوب... :)

 

At Saturday, November 24, 2007 at 9:19:00 PM GMT+2, Blogger منى

يااااااااه
ده الربع جنيه ده عمل عمايل
بس قولى لازم يبقى مخروم
تحياتى يا جامد

 

At Sunday, November 25, 2007 at 2:32:00 AM GMT+2, Blogger zemos

منى

الربع المخروم شكله مميز... و كلنا بنحب نقتنيه

كمان هو العملة الوحيدة اللي تنفع دلاية سلسلة أو عليقة في مراية العربية
تشكراتي لتعليقك الجااااامد
:)

 

At Monday, November 26, 2007 at 4:25:00 PM GMT+2, Blogger big big girl...in a big big world

تصدق بالله ان ده فعلا ممكن يحصل
الحياه بسيطه فعلا
بس احنا اللى بنحب نتفذلك و نعقدها
جميله و معناها جميل
:))