هو روتين يومي...لكنه بات محبباً
السابعة صباحا
هناك دائماً (عم ابراهيم) سائق سيارة الشركة "تويوتا التوربيني" ينتظر عند بداية الخط بابتسامته الودود و... "صباح الفل ياهندسه".... يصعد الـ (هندسة) إلى السيارة و تنطلق السيارة عبر طرقات المدينة تجمع بقية السادة العاملين القاطنين بالقرب من خط سيرها
إذاعة الشرق الأوسط كالعادة تبث برامجها الصباحية عبر الأثير التي صار يحفظ- تتراتها- عن ظهر قلب
السابعة و الربع...صباحاً
دائما ما كانت لديه الفرصة ليراها يومياً، تشرق من عند ذات الناصية على طريقهم.... تتوقف السيارة... و تُقبل هي نحوها في خطى هادئة بملامح ملائكية و طفولة تتبدى في شعر مربوط كذيل حصان و شئ من اللون الأبيض في ثيابها...... تفتح الباب و تنساب إلى الداخل
صباح الخير
هي ذات التحية المهذبة المتحفظة كسائر معاملاتها... تجلس على مقعدها اليومي الثابت... أمامه مباشرة... تجذب النافذة المجاورة لتتدفق نسمات الصباح إليهم
تعمل بقسم الحسابات... زميلاتها يستقلون السيارة الأخرى حسب مناطق سكنهن...لذا فهي الأنثى الوحيدة على هذا الخط... و كان (هو) يحترمها و يقدرها كثيرا.. و حين ينخرط زملاؤه من السادة الرجال في مزاحهم الذكوري ناسين وجودها نجده ينظر إليهم معاتباً في شذر
ء(عم ابراهيم) نفسه يهتم بها و يعدها من منزلة بناته... أحياناً يتعمد أن يفضلها عن السادة الرجال -عِنداً فيهم- بأن يمرر لها الجريدة اليومية التي يأتي بها للسيد المدير لتتصفحها
الثامنة إلا الربع
ينتهي روتين الرحلة الصباحية بدخول السيارة عبر بوابة موقع الشركة و بعد تسجيل الحضور، ينصرف كل منهم لعمله
الرابعة...عصراً
ينقضي يوم العمل بكل ما فيه من روتين...طال أم قصر لتبدأ رحلة العودة بعد إمضاء الإنصراف... و تغادر هي عند نفس المكان الذي أشرقت منه باكراً شاكرةً(عم ابراهيم)...تعبر الطريق في خفة و تختفي بين السيارات و الأبنية
يوم عن يومٍ، يتعلق بها أكثر....ماذا إن تغيبت غدا؟... إن تركت العمل فجأة؟
ما أن تغيب عن ناظريه حتى تقفز إلى ذهنه حقيقتين روتينيتين
إسمه عُـمَـر
moro
Labels: قـصـاقـيـص