30 August 2008
هكذا عادتي، حين أضج من العالم بما فيه، آتي إلى هنا...
الحي القديم بمدينتنا.
أقتل الضيق بالصلاة في الجامع الكبير، أجلس قليلاًثم أخرج لأذوب بين أناس لايعرف بعضنا بعضا...
أمام مباراة الأهلي على المقهى...
عند واجهات متاجر الأجهزة الكهربية و المحمول...
عصير القصب صيفا..و حمص الشام شتاءا في الميدان...
بنصف جنيه لب أبيض...
أو أضعف كالأطفال امام رائحة الفيشار الساخن...
و هكذا حتى يدركني التعب.
التقيتها هناك بمحل البقالة الشهير...هي كما كانت ببشاشتها و النور في وجهها و التمتمة الخفية بذكر الله.
هي والدة من انتهت قصتي معها قبل أن تبدأ..
يقولون: انظر للأم، تعرف كيف ستصبح ابنتها... و هذا ما زادني اقداما على إتمام الأمر
استخرت ربي و توكلت عليه...وكانت مشيئته
لا خلاف ولا تحفظات، فقط لم يتعد الأمر كونه شيئا من طرف واحد.
أشرق وجه الأم و ابتسمت لما رأتني، فاقتربت و قد غمرتني الفرحة لرؤياها.
سألتني باهتمام عن جميع أحوالي و عن أهلي و نصحتني فيما يخص الحياة الإجتماعية و العملية و.....
من هذه؟..... لاحظت طفلة صغيرة – صغيرة جدا- تتمسك بذيل ثوب محدثتي و تنظر نحوي...
تلقائيا نزلت على ركبتي و أنا أمد يدي لها مبتسما:
ايه داااااه؟ مين ده؟؟... اسمك ايه يا جميلة انتي؟
مدت يدها الدقيقة لتصافح اصبعي و أجابت في خجل ممزوج بالدلال:
هانين....
حنين؟!.. الله... اسمك جميل أوي زيك يا حنونه
ثم قبلت أناملها فزاد خجلها و توارت من جديد خلف جدتها...
نعم... هي ابنة تلك الفتاة... صحيح أنها لا تشبهها لكنني عرفت ذلك قبل أن أسأل و تجيبني الجدة ثم:
شبطت فيا وعاوزه تخرج معايا... عقبال ما أشوف ولادك...إلا مفيش حد كده؟؟ عاوزين نفرح بيك....
ابتسمت و أنا أقول: لسه مفيش نصيب....المهم.. جايين تشتروا ايه؟....
حملت الصغيرة بإذن جدتها و أكملت معهما التسوق ...في النهاية استوقفت لهما سيارة أجرة، قبلت كف الطفلة قبل أن أناولها للجدة التي صافحتها بكلتا يدي مودعا على وعد بالزيارة...
لست حزينا ولا نادما.... فلم إذن تلك الغصة؟
داريت عيني بيدي حتى هدأت..... ثم اتخذت طريق العودة للبيت....

Labels: